لقد التزمت هذه الدراسة بالتمشي المعتمد في البحوث العلمية والأكاديمية في حقل الإعلام والاتصال قصد إعداد نموذج تطبيقي ومرجع دليلي لكل المقبلين على دراسات تحليل المضمون لإزالة العسر عنهم في تمثّل تعليمات هذا المنهج المركب؛ مخولين هذا المؤلف ليكون موسوعة ميسرة تتناول ملف الصحراء الغربية من زاوية تتعدى سطحه الإعلامي إلى عمقه التاريخي والجيوسياسي بعد التوسع في هذه المباحث خدمة لنفس الغايات؛ حيث يمثل موضوع هذا الكتاب وحدة متكاملة لا يمكن احتواء واستيعاب أحد فصولها دون الآخر.
واشتغل الباحث على التغطية الإخبارية الرقمية لهذه القضية الجدلية في صحيفتي “هسبريس” المغربية و”الشروق أونلاين” الجزائرية مقيمّا مدى التزامها بالضوابط والمعايير المهنية والأخلاقية المتعارف عليها، ومستكشفا في الآن ذاته مظاهر واستراتيجيات الحرب الإعلامية بينهما خلال الفترة الممتدة من تاريخ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يوم 10 ديسمبر 2020 حتى إعلان قطع العلاقات بين دولتي الجزائر والمغرب يوم 24 أوت 2021. وتناول هذا الأثر آفاق الحل السياسي لهذا النزاع وإحياء الاتحاد المغاربي والعربي كما إصلاح منظومته الإعلامية على امتداد أكثر من 600 صفحة من التحاليل المسترسلة والخرائط والرسوم والجداول البيانية والشهادات من مختلف المراجع والمجالات. وتوصل بفضل ذلك إلى نتائج غير مسبوقة ليكون أول إصدار يتناول هذه الأزمة من مختلف أبعادها في الماضي والحاضر والمستقبل المنظور، ويتجاوزها إلى مواضيع أكثر إنسانية وعمقا على رأسها التأسيس لآليات جديدة لإنهاء الصراعات (القضية الفلسطينية نموذجا) والتنظير للديمقراطية المباشرة.